
الحاجب.. مهرجان “سوق الكور” بين وهم الاستمرارية وحقيقة التوظيف السياسي!
هبة بريس- الحاجب
تعيش فعاليات مدنية وجمعيات المجتمع المدني هذه الأيام على وقع التساؤلات الحارّة حول ما آلت إليه هوية مهرجان معلمة الكور الأثرية، الذي كان يشكل منذ انطلاقه نموذجًا ثقافيًا واعدًا، يحتفي بإرث “سوق الكور” كمَعلمة تراثية تعكس ذاكرة المنطقة.
هذا المهرجان، الذي بلغ دورته الثالثة بنجاح لافت وتفاعل شعبي كبير، يبدو أنه اليوم بات في طيّ النسيان، بعدما خرج للوجود مهرجان جديد يُنظم تحت اسم “مهرجان سوق الكور”، لكن هذه المرة بلافتات تحمل عبارة “الدورة الرابعة”
فأين الدورة الأولى والثانية والثالثة؟ ومن يملك الحق في وراثة التاريخ الثقافي للمنطقة؟
أسئلة مشروعة تطرح نفسها داخل الأوساط المحلية بجماعة أيت بوبيدمان، خاصة في ظل ما تعتبره بعض الفعاليات “تشويشًا على الذاكرة الثقافية”، وتحويرًا لمسار مهرجانٍ وُلد من رحم المعلمة الأثرية، ليتم استبداله بمهرجان آخر بمواصفات حزبية وانتقائية.
وحسب مصادر محلية، فإن مدير المهرجان الحالي يعتمد معايير غير فنية في اختيار الجمعيات المشاركة، حيث يتم استبعاد كل من لا يساير “الانتماء السياسي” للمنظم، وفرض شروط تعتبرها بعض الفعاليات “إقصائية” وذات خلفيات انتخابية.
ولعل من أبرز بوادر فشل هذا المهرجان، ما شهده من تلاسنات ومشاحنات بين أعضاء إدارته، وصلت إلى حد التلاكم الجسدي أمام بعض الفعاليات، تحت شعار “شكون إبان الأول فالمهرجان، وشحال خاص نشيطو؟”، وهو ما يعكس غياب الانسجام والتنظيم الجاد، وتحول الحدث إلى ساحة تصفية حسابات لا علاقة لها بالفن والثقافة.
هذا التحول المثير يدفع الكثيرين إلى التساؤل:
هل أصبح المهرجان غطاءً ناعماً لتمرير رسائل سياسية واستقطاب الكتلة الناخبة في أفق الاستحقاقات المقبلة؟
يبقى الأمل معقودًا على يقظة المجتمع المدني، لإعادة التوازن للمعادلة، وضمان ألا تتحول المعالم الثقافية إلى أدوات في لعبة سياسية ضيقة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X