
العيد يحضر بلا أضاحي و لكن دفء الزيارات يعوّض الغياب
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
رغم أن صباح العيد هذا العام جاء خاليًا من أصوات التكبير المصاحبة لأصوات الأضاحي، إلا أن الفرح لم يتسلل خارج البيوت، بل وجد لنفسه مدخلًا جديدًا عبر أبواب الأهل والأحبة.
في مشهد بدا مختلفًا عمّا اعتاد عليه الناس، خلت الساحات من مشاهد الذبح، وغياب شعيرة الأضحية لأسباب فُرضت ظروف قاهرة هذا العام، سواء كانت اقتصادية أو تنظيمية، ألقى بظلاله على طقوس العيد. غير أن المجتمع المغربي لم يسمح للحزن أن يتسلل، بل أعاد صياغة أفراحه بروح من القرب العائلي والترابط الاجتماعي الذي يميزه .
– زيارة الأهل… الطقس الأجمل
منذ انتهاء صلاة العيد، التي امتلأت بها الساحات بمختلف جهات المملكة، بالتكبير والتهليل، توجّه المواطنون جماعات وأفرادًا إلى بيوت الأقارب، كان المشهد لافتًا، حيث بدت شوارع الأحياء كأنها تتنفس المحبة، وأبواب البيوت مفتوحة تستقبل الأحضان والضحكات.
تقول السيدة أم إبراهيم ، وهي جدة في السبعين من عمرها: “ما ذبحنا هاد العيد “، لكن الحمد لله كيتجمعوا الوليدات وأحفادي كلهم تحت سقف واحد. هذا هو العيد الحقيقي.”
وفي منزل آخر، علت أصوات الأطفال بالضحك، يتسابقون للسلام على الجيران وهم الاول من يستقبلون الضيوف، فيما يجلس كبار السن يتبادلون أطراف الحديث وكؤوس الشاي والحلويات المغربية بأنواعها ، وكأنهم يعوّضون الغياب الرمزي للأضحية بحضور معنوي أكبر: صلة الرحم.
– العيد بأرواحنا قبل طقوسنا
وبرغم أن الذبح واحد من شعائر العيد الكبرى، فإن هذا العام أثبت أن العيد لا يتوقف عند طقس واحد، بل هو حالة اجتماعية وروحية، تجد معناها في تفاصيل بسيطة: زيارة، مصافحة، دعوة، أو حتى ابتسامة على عتبة بيت.
في نهاية اليوم، يتبادل الناس صورهم العائلية على وسائل التواصل الاجتماعي، مصحوبة بعبارات مثل ” اعواشركم مبروكة”، و”كل عيد وأنتم بألف خير “.
– الفرح قابل للتجدد
هكذا أثبتت الحياة مرة أخرى أن الظروف قد تغيّر المظاهر، لكنها لا تقوى على انتزاع المعنى، فالعيد هذا العام لم يكن كما عهدناه، لكنه حمل من الدفء ما لم تحمله أعوام سابقة، وكأن المجتمع قد أعاد اكتشاف ذاته، فعاد إلى جوهر العائلة والتي هي أساس الانطلاقة الصحيحة .
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X