
الغياب المتكرر ل”وهبي” يتسبب في إحتقان داخل مجلس جماعة تارودانت
هبة بريس – عيد اللطيف بركة
تحولت دورة ماي العادية لمجلس جماعة تارودانت، المنعقدة نهاية الأسبوع المنصرم، إلى ساحة توتر سياسي، بعدما اندلعت مشادات كلامية حادة بين مستشارة جماعية منتمية لحزب الحركة الشعبية وأعضاء المكتب المسير، في مشهد تابعه باشا المدينة وعدد من المواطنين الحاضرين.
الخلاف بدأ عندما تقدمت المستشارة بمداخلة في إطار نقطة نظام، نبهت خلالها إلى خرق القانون التنظيمي 113.14، معتبرة أن عقد الدورة في اليوم التاسع من الشهر بدل الأسبوع الأول يعد تجاوزاً قانونياً، إضافة إلى انتقادها لضعف مضمون جدول الأعمال وعدم تقديم مستجدات حقيقية بخصوص تنمية المدينة، رغم اقتراب نهاية الولاية.
غير أن النائب الأول للرئيس، بصفته رئيساً للجلسة، قاطع مداخلتها بدعوى خروجها عن جدول الأعمال، وهو ما فجر جدلاً واسعاً داخل القاعة، وبلغ ذروته بإعلان المستشارة انسحابها من الجلسة ومقاطعة دورات المجلس، نيابة عن نفسها ومستشارين آخرين من حزبي التجمع الوطني للأحرار وقائمة “تارودانت أولا”.
واستنكرت المستشارة، ضمن مداخلتها، الغياب المتكرر لرئيس المجلس الجماعي عبد اللطيف وهبي، معتبرة أن هذا السلوك يعرقل سير عمل المؤسسة الجماعية، ويمس بجوهر المسؤولية السياسية. هذا الوضع دفع بعدد من الأعضاء إلى إعلان مقاطعتهم للدورات المقبلة، تعبيراً عن رفضهم لاستمرار ما وصفوه بـ”الفراغ القيادي” داخل المجلس.
بهذا الانسحاب، التحقت المستشارة بمجموعة “كتلة اليسار بالجماعة الترابية تارودانت”، التي تضم خمسة مستشارين يمثلون حزبي الاتحاد الاشتراكي واليسار، كانت قد أعلنت في بلاغ رسمي مقاطعتها لهذه الدورة، احتجاجاً على ما وصفته بـ”الاختلالات المتواصلة في تسيير الشأن المحلي”، مع تحميل المسؤولية لرئيس المجلس، الذي سبق تنبيهه بشكل رسمي.
ورغم الأجواء المتوترة، استكمل المجلس أشغاله في ظل غياب المعارضة، حيث صادقت الأغلبية المطلقة بالإجماع على كافة نقاط جدول الأعمال.
وكان من أبرز هذه النقاط تمثلت في المصادقة على ملحق تعديلي لانضمام جماعة أيت مخلوف إلى مجموعة “قطب تارودانت” لتدبير مرافق الصحة والنقل، وتفويت بقعة أرضية لإحداث المستشفى الإقليمي الجديد، إلى جانب توقيع اتفاقيات لدعم السياحة، تنظيم مهرجان الفنون الشعبية، وتسيير النقل المدرسي للأطفال في وضعية إعاقة.
تأتي هذه الدورة في سياق سياسي مشحون يضع أداء المجلس البلدي لتارودانت تحت المجهر، ويزيد من حالة الانقسام بين مكوناته مع اقتراب نهاية الولاية الانتدابية، في ظل تصاعد الانتقادات لغياب الرئيس وتنامي دعوات التغيير داخل الجماعة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X