
الهدنة بين إيران وإسرائيل.. المنطقة على مفترق طرق
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
شهدت منطقة الشرق الأوسط مؤخرًا لحظة مفصلية، بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل عقب تصعيد غير مسبوق كاد أن يجر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة، بعد أن ساهمت الوساطة القطرية، بدعم من الولايات المتحدة، في التوصل إلى اتفاق هدنة وصف بـ”الهش” لكنه “ضروري” لتفادي الأسوأ.
– قطر وسيط إقليمي حاسم
برزت قطر كلاعب دبلوماسي رئيسي في تهدئة التصعيد، بعد أيام من الضربات المتبادلة التي بدأت بهجوم إسرائيلي على منشآت إيرانية يعتقد أنها مرتبطة ببرنامج طهران النووي، وردّ إيراني غير مباشر طال قاعدة “العديد” الأميركية في قطر، دون وقوع إصابات وهو ما فُسِّر لاحقًا بأنه تم بناءً على تنسيق مسبق لتفادي الخسائر البشرية.
بحسب تقارير غربية، فإن الجهود القطرية بدأت قبل التصعيد بأيام، حيث فعّلت الدوحة قنواتها المفتوحة مع كل من طهران وتل أبيب وواشنطن، وهو ما مهد الأرضية لتفاهم سريع بعد اتساع رقعة الاشتباكات، وأكدت صحيفة وول ستريت جورنال أن قطر “لعبت دورًا مركزيًا في صياغة اتفاق وقف النار”، بالتوازي مع تحركات أميركية عسكرية ودبلوماسية مكثفة.
– وزيرا خارجية قطر ولبنان: لا أمن بلا شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي
في مؤتمر صحفي مشترك في بيروت، اليوم الثلاثاء ، شدد وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ونظيره اللبناني عبدالله بو حبيب على أن “ضمان الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه دون التزام شامل بإخلاء المنطقة من الأسلحة النووية”.
وأضاف الوزير القطري أن “الدوحة ترى في الاستقرار الإقليمي أولوية تتطلب شجاعة سياسية وفتح قنوات دائمة للحوار بين جميع الأطراف، بما فيهم إيران ودول الخليج”.
– علاقات حسن الجوار: هل تكون إيران والخليج على طريق التهدئة الدائمة؟
رغم التصعيد الأخير، أظهرت الأزمة وجود رغبة ضمنية وإن كانت حذرة في الحفاظ على الحد الأدنى من علاقات حسن الجوار بين إيران وجيرانها الخليجيين، ولم تُسجَّل مواقف عدائية من العواصم الخليجية الكبرى، بل برز خطاب توافقي يدعو إلى التهدئة وتفادي الانزلاق إلى صدام مفتوح.
ويرى محللون أن الدور الذي لعبته قطر يعكس توجهًا جديدًا في السياسة الإقليمية نحو مزيد من الواقعية، لا سيما بعد سنوات من التوتر الطائفي والسياسي الذي عطّل فرص التعاون الاقتصادي والتنمية.
– هل تعود الأزمة أم تتعمق الدبلوماسية؟
رغم الهدنة، لا تزال الملفات الحساسة قائمة منها البرنامج النووي الإيراني، مستقبل حزب الله وحماس، وجود الميليشيات في سوريا والعراق، والمخاوف الإسرائيلية من صعود محور طهران.
لكن في المقابل، تبدو القوى الكبرى لا سيما الولايات المتحدة وروسيا حريصة على منع انفجار شامل قد يعصف بأسواق الطاقة والملاحة الدولية، وتبدو واشنطن، وفق مصادر، منفتحة على تفعيل قنوات التفاوض غير المباشر مع طهران بشأن اتفاق نووي جديد، بوساطة قطرية أو أوروبية.
– فرص السلام قائمة ولكن…
في خضم هذه التحولات، يبدو أن منطقة الشرق الأوسط أمام مفترق طرق حقيقي. إما الانزلاق نحو مواجهات دورية بفعل غياب اتفاقات أمنية واضحة، أو البناء على وقف إطلاق النار الحالي للدخول في مرحلة جديدة عنوانها “السلام النسبي” و”الحوار المدروس”.
وفي ظل الأدوار النشطة التي تلعبها قطر وبعض الدول الإقليمية الأخرى، تلوح فرصة – وإن ضئيلة – لصناعة معادلة أمنية جديدة تحكمها المصالح المشتركة، وليس الاصطفافات العقائدية أو الردع النووي.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X