
بني انصار الحدودية مدينة الحلم والقلق.. الهجرة تكشف واقعًا مريرًا
هبة بريس – محمد زريوح
تعيش مدينة الناظور، حالة من التوتر الشديد في فصل الصيف بسبب تزايد أعداد الحراكة، الذين يسعون لتحقيق حلم الهجرة إلى أوروبا.
وتعتبر مدينة بني انصار الحدودية إحدى النقاط الرئيسية التي تشهد تدفقًا كبيرًا للمهاجرين غير الشرعيين، الذين يأتون من مختلف المدن المغربية بحثًا عن فرصة للعبور إلى الأراضي الأوروبية عبر ميناء المدينة او التسلل لمليلية المحتلة.
و تشهد بني انصار الحدودية، خلال هذه الفترة، تجمعات كبيرة من المهاجرين، بينهم شباب وكبار في السن، يتجمعون في محيط الميناء في انتظار فرصة للانتقال إلى الضفة الأخرى.
حلم الهجرة يسيطر على الكثيرين، ويشكل بالنسبة لهم نافذة للخلاص من البطالة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها. ومع مرور الوقت، تحول هذا الحلم إلى واقع مرير من خلال مخاطر الطريق ومصاعب الوصول.
الأمر لا يقتصر فقط على الشباب والبالغين، بل يشمل أيضًا قاصرين يعانون في صمت. هؤلاء القاصرون الذين هربوا من ظروف حياتية قاسية يتواجدون في مشهد محزن، حيث يقضون لياليهم في الخلاء، يتعرضون لمخاطر كثيرة ولا يجدون الحماية اللازمة.
هؤلاء الشباب، الذين يعانون من انعدام الرعاية، يواجهون تحديات كبيرة في بيئة غير آمنة، ما يثير القلق من تزايد حالات الاستغلال والمخاطر.
وقد طالبت العديد من الفعاليات الاجتماعية والحقوقية في الناظور وبني انصار بتدخل عاجل من السلطات المعنية لحماية هؤلاء القاصرين ومنع استغلالهم.
كما نادت بضرورة توفير مراكز إيواء مؤقتة لهم، وتأمين الرعاية اللازمة حتى يتمكنوا من العودة إلى أسرهم أو الحصول على التعليم والدعم النفسي والاجتماعي اللازم.
هذه المبادرات تركز على ضرورة توفير حلول عاجلة لمشاكل هذه الفئة العمرية التي تقع ضحية الهجرة غير الشرعية.
إلى جانب ذلك، تبرز الحاجة الملحة لتوفير فرص عمل للشباب في هذه المدن التي تعاني من البطالة المرتفعة.
فالعديد من المهاجرين يتجهون إلى الهجرة بسبب غياب الفرص الاقتصادية في مناطقهم.
لذا، دعا عدد من نشطاء المجتمع المدني والجهات السياسية إلى إطلاق مشاريع تنموية تشجع على خلق فرص عمل خاصة في المناطق الحدودية مثل الناظور وبني انصار، الأمر الذي قد يقلل من التوجه نحو الهجرة غير الشرعية.
في ظل هذه التحديات الإنسانية والاقتصادية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن السلطات المغربية من التدخل بشكل فعال لحماية هؤلاء الشباب والقاصرين؟ وهل ستتخذ الحكومة إجراءات حاسمة لتوفير حلول جذرية تضمن فرص حياة أفضل لأبناء المناطق الحدودية؟ هذه القضايا تحتاج إلى إجابات عاجلة من أجل تحسين الوضع الراهن والتخفيف من معاناة المهاجرين في الناظور وبني انصار.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X