
تفاصيل خطبة الجمعة الموحدة لنهار اليوم بمختلف مساجد المغرب
هبة بريس ـ الدار البيضاء
قررت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تخصيص خطبة الجمعة الموحدة لنهار اليوم الموافق ل 16 ماي 2025 للتذكير بما ترنو إليه خطة تسديد التبليغ.
و حسب نص الخطبة الذي عممته الوزراة على مختلف الأئمة من خطباء الجمعة، فإن المراد التذكير به هو ما أقدم عليه المجلس العلمي الأعلى من تجديد في أسلوب الإرشاد سماه خطة تسديد التبليغ، وذلك بقصد تذكير الناس بوعد الله الحق بالحياة الطيبة بشرطين: هما الإيمان والعمل الصالح.
و قصد العلماء ثلاثة أمور: هي التذكير والشرح والمتابعة الميدانية بما تتطلبه من الإلحاح المصحوب بالحكمة، وقد بدأ تجديد التبليغ بالفعل باقتراح خطب للجمعة منذ عدة شهور، بدأت بشرح الإيمان وبيان مقتضياته على أنه التحقق بالتوحيد الذي يكون من أهم ثمراته تخلية المؤمن من الأنانية حتى يصبح حاله وعمله خيرا ينفعه، وينتفع به الناس.
وبعد هذا الشرح للإيمان جاءت خطب تتعلق بالأركان الأربعة الأخرى؛ وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج، وما يرتجى من ثمراتها الخيرة على الفرد والجماعة، إذ الأركان، كما هو معلوم، تقوي الإيمان من جهة، وتهيئ للعمل الصالح من جهة أخرى، والآن جاء وقت شرح العمل الصالح الملخص في كلمة الاستقامة في جواب النبي ﷺ لصحابي قال:يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك. قال: قل:«آمنت بالله»، وفي رواية: «ثم استقم».
فحياة المؤمن مبنية على هاتين الجملتين، تصحيحِ الإيمان وترسيخِه، ثم القيام بما يلزم من العمل الصالح الشامل لكل عمل وحركة أو سكون يقوم به المؤمن في حياته.
و ستتناول الخطب القادمة، شرح العمل الصالح في مواضيع مرتبة حسب الأولويات، وإذا كان الهدف هو التغيير في النفوس وفي السلوك، فإن هذه المواضيع ستتناول الحياة العملية بما فيها من ارتباط وما لها من نتائج وتبعات، وهكذا ستأتي هذه المواضيع حسب الترتيب التالي:
أولا: الحرص على الالتزام بثوابت الأمة في العقيدة والمذهب والسلوك وإمارة المؤمنين، لأن هذه الأربعَ حصن الأمة ضد الفتنة باعتبار أن كل إسهام في الأمن من جميع أنواع الخوف من صميم التعبد والتدين.
ثانيا: العطاء في سبيل الله من القليل والكثير، ومن النفس والوقت؛ وكل ما يمكن أن ينفع به المؤمن أخاه، فهو يدخل في مسمى العطاء.
ثالثا: الحرص على أكل الحلال وذلك بالإخلاص في العمل المأجور وفي المعاملات؛ والإتقان فيه ومراقبة الله تعالى في التعامل مع الناس، و الاحتياطِ من أكل أموال الناس بالباطل.
رابعا: الحرصُ على أداء حقوق الله، وحقوق النفس، وحقوق الغير؛ لقول النبي ﷺ، في أحد جوامع كلمه ﷺ: «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة، تمحها وخالق الناس بخلق حسن»، فالحديث جامع لأنواع الحقوق الثلاثة.
خامسا: بناء الحياة الأسرية على السكينة والمودة والفضل والرحمة؛ كما قال الله تعالى: [وَمِنَ اٰيَٰتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنَ اَنفُسِكُمُ أَزْوَٰجاٗ لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةٗ وَرَحْمَةً اِنَّ فِے ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوْمٖ يَتَفَكَّرُون].
سادسا: تربية الأولاد على أخلاق الدين وعلى المسؤولية في الحياة.
سابعا: الحرص على تجنب التهلكات، ومن ضمنها أنواع الإدمان.
ثامنا: تجنب الإسراف بجميع أشكاله؛ إذ الحق سبحانه لا يحب المسرفين.
تاسعا: تجنب الإفساد في الأرض ومراعاة حرمات الله في جميع أنواع خلقه.
عاشرا: محبة الوطن والبرهنة على ذلك بخدمته، ولاسيما من خلال التضامن؛ وجمع الكلمة وتوحيد الصف في كل الأمور.
حادي عشر: الانخراط في الشأن العام على أساس التواصي بالحق والتواصي بالصبر؛ كل في موقعه وما يحسن من عمل.
ثاني عشر: الحرص التام على العمل وفق القوانين المنظمة لحياة الناس والخادمة للمصالح العامة للأمة، باعتبار هذا الحرص داخلا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثالث عشر: العمل بالسنة في الاقتصار على أخذ علم الدين من العلماء العدول أي غير المنتمين للأهواء، ولا سيما الذين يَدْعون عبرَ شبكات التواصل لغرض غير وجه الله؛ لأن من يدعو لوجه الله لا يخرج عن ثوابت أمته المحروسةِ بالعلماء الضامنةِ لأمنها الروحي والفكري والاجتماعي.
أما الخطبة الثانية لهاته الجمعة، فجاء فيها أن مداخلَ موضوعات العمل الصالح التي ستتناولها الخطب المقبلة، وهي لا تشمل كل أنواع العمل الصالح، ولكنها تذكر أولوياته، والهدف من نهج العلماء أمران: أولهما توضيح مضمون الدين حول مواضيعِ الحياة العملية، وثانيهما توضيح حقيقة الدين وأنه الجمع بين العلم والعمل، كما قال الله تعالى:[فَاعْلَمَ اَنَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا اَللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ].
وكما قال غير واحد من الصحابة: “ما كنا نتجاوز عشر آيات حتى نتعلمَ معانِيَهُنَّ والعملَ بهن، فتَعلَّمْنا العلم والعمل جميعا”، إذ العلم بلا عمل حجة على صاحبه، توجب عليه الالتزام بمقتضاه، كما قال النبي ﷺ، للحارث الأنصاري، وقد برهن على صدق إيمانه ورسوخه: «عَرَفْتَ فَالْزَم»، يعني أضف إلى هذا الإيمان الراسخ العمل بمقتضاه.
وعلى هذا الأساس ستكون مواضيع الخطب في أبواب العمل الصالح الشغل الشاغل للعلماء والخطباء والمرشدين والمرشدات والأئمة والإعلام، لا من جهة التبليغ فحسب، بل على الخصوص من جهة المتابعة من أجل التطبيق، فالمنطلق هو أن الناس حريصون على الدين، ولكنهم بحاجة إلى من يبصرهم في كيفية التدين، وجوهر التدين هو السلوك المبني على محاسبة النفس تجاه أوامر الله ونواهيه.
ثم إن العلماء، وهم واثقون بوعد الله في الحياة الطيبة، يتوقعون أن تتحسن حياة الناس إذا آمنوا وأتبعوا الإيمان بالعمل، ولكي تكون أركان الدين التي هي من العبادات الخالصة إعانة لهم على تقوية الإيمان من جهة، وتيسيرا وتنشيطا للجوارح في باب العمل من جهة أخرى.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X