
محسوبية وزبونية تهدد توزيع مشاريع مارشيكا
هبة بريس – محمد زريوح
شهدت الفترة الأخيرة حالة من التخوف الكبير في صفوف أبناء الجالية المغربية والمستثمرين من الطريقة التي تعتمدها وكالة مارشيكا لتوزيع المشاريع في المنطقة. هذه التخوفات تأتي في ظل غموض الإجراءات وعدم وضوح المعايير التي يتم على أساسها اختيار المستفيدين من هذه المشاريع المهمة، مما أثار العديد من الأسئلة حول شفافية وآليات هذه العملية.
وكالة مارشيكا، التي تعتبر واحدة من المشاريع الكبرى في المغرب، تهدف إلى تحسين وتنمية البنية التحتية في المناطق المجاورة للمدينة. ومع ذلك، يتساءل الكثيرون عن الطريقة التي يتم بها تخصيص المشاريع، إذ يعتقد البعض أن هناك تهميشاً للمستثمرين المحليين وأبناء الجالية، خاصة في ظل غياب تواصل فعال مع هذه الفئات.
لكن ما يزيد من حدة القلق هو أن تدخلات كبيرة من قبل بعض الأشخاص والجهات النافذة قد طغت على طريقة توزيع المشاريع، خاصة في ما يتعلق بمشاريع ضخمة مثل الفنادق والأسواق الكبيرة. يعتقد البعض أن هذه المشاريع يتم تخصيصها بناءً على العلاقات الشخصية والمحسوبية، ما يثير تساؤلات حول نزاهة وشفافية العمليات الإدارية. هذا الوضع يعزز الشعور بالظلم بين المستفيدين الذين لم يحظوا بفرص متساوية مع أولئك الذين يمتلكون علاقات قوية مع المسؤولين.
تنتشر شائعات كثيرة حول المحسوبية والتمييز في توزيع المشاريع، ما يثير القلق بين من يسعون للاستثمار في هذه المنطقة. يتخوف البعض من أن المعايير المعتمدة لا تضمن المساواة بين الجميع، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لا يتمتعون بعلاقات قوية مع الجهات المسؤولة. هذا التخوف يعكس حالة من عدم الثقة في إدارة هذه المشاريع التي من المفترض أن تساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
من جهة أخرى، يرى بعض الخبراء أن وكالة مارشيكا يجب أن تعمل على تعزيز الشفافية في جميع مراحل تخصيص المشاريع، بدءًا من الإعلان عن الفرص المتاحة، وصولاً إلى اختيار المستفيدين. الشفافية في هذه العملية ستساعد في تجنب أي تجاوزات وتؤكد على احترام حقوق الجميع، مما يساهم في تعزيز الثقة بين جميع الأطراف المعنية.
في هذا السياق، يعرب العديد من المستثمرين عن رغبتهم في أن يتم إنشاء آلية واضحة وموحدة لتوزيع المشاريع، بحيث تكون متاحة للجميع دون تمييز. كما يطالبون بإعادة النظر في الإجراءات الحالية وتقديم توضيحات حول كيفية تحديد أولويات المشاريع والمستفيدين منها. وهذا يشمل تقديم معلومات دقيقة وشفافة عن المعايير المعتمدة في اتخاذ القرارات.
وفي ظل هذه المخاوف، يتعين على وكالة مارشيكا أن تقوم بإطلاق حوار بناء مع المجتمع المحلي والمستثمرين لتوضيح طريقة عملها والرد على التساؤلات المثارة حول هذا الموضوع. توفير المعلومات والرد على الاستفسارات يمكن أن يساهم في خلق بيئة من الثقة والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.
من المهم أن تدرك وكالة مارشيكا أن نجاح المشاريع الكبرى لا يعتمد فقط على التنفيذ الفعلي، بل على التعامل بشفافية مع جميع الفئات المعنية، بما في ذلك أبناء الجالية والمستثمرين. فالشفافية والمساواة في توزيع المشاريع ستكون عاملاً حاسماً في تحقيق التنمية المنشودة ورفع مستوى الثقة في المؤسسات الحكومية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X