مدريد.. في ظل ندرة اللقاءات التوعوية والدينية: الدكتور وجيه يحاضر أمام الجالية المغربية

سعيد الحارثي-مدريد

وسط أجواء مليئة بالاهتمام والإنصات، نظّمت جمعية الأمل في المستقبل بشراكة مع Event Palace بمدينة فوينلابرادا، جنوب العاصمة الإسبانية مدريد، محاضرة قيمة ألقاها الدكتور وجيه، بعنوان “التشبث بالهوية الدينية لدى أبناء الجالية المغربية بالخارج”.

هذا اللقاء يأتي في وقتٍ تشهد فيه الجالية نقصًا كبيرًا في مثل هذه المبادرات الهادفة، مما جعله يحظى بتفاعل واسع وحضور مميز، خصوصًا من الشباب والأطفال، بالإضافة إلى حضور نسوي لافت، ما يعكس تعطش الجالية لمثل هذه الفضاءات التوعوية.

وقد عرف اللقاء أيضًا مشاركة عدد من الجمعيات الدينية والثقافية المحلية، التي أبدت اهتمامًا كبيرًا بالموضوع، وأكدت على أهمية التعاون المستمر لتنظيم مثل هذه المبادرات، التي تعزز التماسك الأسري والهوياتي لدى أبناء الجالية المغربية.

ما ميّز هذه المحاضرة بشكل خاص هو الأسلوب المبسّط والواضح الذي اعتمده الدكتور وجيه، حيث استطاع من خلال شرح سلس وأمثلة واقعية قريبة من حياة الجالية أن يشد انتباه الحضور طيلة المحاضرة. هذا الأسلوب جعل حتى الفئات الصغيرة من الأطفال تتابع بتركيز وتفاعل، مما أضفى طابعًا تربويًا وإنسانيًا على اللقاء.

سلّط الدكتور وجيه الضوء على أهمية التوازن بين الاندماج في المجتمعات الأوروبية والحفاظ على القيم الإسلامية الأصيلة، مؤكدًا أن العديد من السلوكيات الإيجابية في الغرب نابعة من مبادئ إسلامية راسخة، وهو ما يُسهّل على الشباب التوفيق بين انتمائهم الديني وهويتهم المواطِنة.

وقد شكل هذا اللقاء أيضًا فرصة للحوار المفتوح، حيث تفاعل الحضور مع المحاضر من خلال أسئلة ومداخلات عبّرت عن انشغالاتهم اليومية وتحدياتهم في الحفاظ على الهوية داخل مجتمع أوروبي متعدد الثقافات. وتناولت النقاشات مواضيع مثل تربية الأبناء، الهوية المزدوجة، وتحديات اللغة والدين في المدارس، مما أتاح للدكتور وجيه أن يجيب بتوجيهات عملية، تجمع بين العمق الديني والفهم الواقعي لظروف الجالية.

الحاضرون أجمعوا على أهمية تكثيف مثل هذه اللقاءات وتنويع مواضيعها لتشمل قضايا الأسرة، الشباب، المرأة، والتعليم، كما طالب عدد من ممثلي الجمعيات بضرورة التنسيق المشترك لتنظيم دورات تكوينية وورشات مستمرة لفائدة أفراد الجالية، بهدف تعزيز الانتماء الديني والثقافي، وتحقيق توازن صحي بين الهوية المغربية والعيش داخل المجتمع الإسباني.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى