وجدة .. البروفيسور نوري يُحذر: “الحرارة المرتفعة تهدد صحة الكلي والقلب والجهاز العصبي”

هبة بريس – أحمد المساعد

في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تعرفه المملكة خلال فصل الصيف، دعا البروفيسور معاذ نوري، أستاذ مبرّز في جراحة الكلي والمسالك البولية والأعضاء التناسلية، وجرّاح الكلي والمسالك البولية بمصحة “الشفاء” بوجدة، إلى ضرورة الانتباه لخطر الاجتفاف (Déshydratation)، الذي يُعد من أخطر المضاعفات الصحية المرتبطة بموجات الحر، خاصة على الفئات الهشة كالأطفال والمسنين ومرضى الكلى والقلب.

وأكد البروفيسور نوري في تصريح خاص لموقع “هبة بريس”، أن جسم الإنسان يتكون من حوالي 70% من الماء، ما يجعل من فقدان السوائل بسبب الحرارة أو التسممات أو المجهود البدني المضاعف، أمرًا يهدد وظائف الأعضاء الحيوية وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

“الإنسان لا يمكنه البقاء أكثر من ثلاثة أيام دون ماء، وأي نقص حاد في حجم السوائل بالجسم يؤدي إلى انخفاض في الضغط، إرهاق شديد، إغماء، بل قد يصل إلى غيبوبة أو حتى الوفاة، ناهيك عن التأثير الخطير على الكلى التي لا تستطيع العمل دون كمية كافية من السوائل”، يقول البروفيسور نوري

وشدد الجراح المختص على ضرورة شرب كمية كافية من الماء يوميًا، تختلف حسب الجهد البدني ودرجة الحرارة، حيث يحتاج الإنسان العادي ما بين لتر ونصف إلى لترين، في حين قد يحتاج العاملون تحت أشعة الشمس كالفلاحين والبنائين والرياضيين المحترفين إلى 8 أو حتى 10 لترات في اليوم.

وأضاف البروفيسور نوري أن فصل الصيف يشهد كذلك تزايدًا في حالات التسممات الغذائية والتهابات الجهاز الهضمي، نتيجة تناول أطعمة مكشوفة أو محفوظة بشكل غير سليم، كالمثلجات، مشتقات الحليب، البيض، والصلصات(مايونيز)، وتؤدي هذه الحالات إلى القيء والإسهال وفقدان سريع للسوائل، مما يعرض المصابين، خصوصًا الأطفال، إلى اجتفاف خطير.

“الطفل الصغير الذي لا يتعدى وزنه 10 كلغ يحتوي جسمه على 7 لترات من الماء. إذا فقد 3 لترات بسبب الإسهال أو القيء، فقد يفقد نصف سوائل جسمه، وهو أمر مهدد للحياة”، يوضح نوري.

كما نبه إلى ممارسات خطيرة تنتشر في فصل الصيف، مثل الجري في أوقات الذروة تحت أشعة الشمس الحارقة، أو ارتداء ملابس بلاستيكية خلال التمارين الرياضية، مؤكدًا أن هذه السلوكيات قد تؤدي إلى سكتات قلبية أو انهيار بدني مفاجئ.

وفي ختام تصريحه، وجه البروفيسور معاذ نوري جملة من النصائح الوقائية:

– شرب الماء بكميات كافية حسب الحاجة.

– تجنب التعرض للشمس في أوقات الذروة.

– الحذر عند تناول الطعام خارج البيت.

– استشارة الطبيب بالنسبة لمرضى الكلى، القلب، أو السكري حول الكمية المناسبة من السوائل.

وأكد في الختام، أن المصحة تسجل يوميًا حالات متعددة من الاجتفاف، خاصة المرتبطة بالتسممات الهضمية، مما يعكس أهمية الوعي الصحي والوقاية في تجنب هذه الأخطار.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى