تارودانت.. أسماك معروضة في ظروف غير صحية تثير مخاوف المستهلكين

تارودانت – هبة بريس

في مشهد يبعث على القلق، تُعرض كميات من الأسماك بمختلف أنواعها في عدد من نقاط البيع بمدينة تارودانت في ظروف صحية متدهورة، حيث يتم تسويقها على متن عربات مجرورة ودراجات ثلاثية العجلات، وتُترك لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة دون أي وسيلة تبريد أو شروط حفظ ملائمة، في غياب تام لأي مراقبة من طرف الجهات المعنية، وعلى رأسها مكتب حفظ الصحة.

ويشهد عدد من أحياء المدينة انتشارًا لباعة متجولين يعرضون الأسماك في أماكن غير مهيأة، وعلى الأرصفة أو بجانب الطرقات، مما يعرض هذه المواد سريعة التلف لتلوث بيئي مباشر، سواء من الغبار أو من عوادم السيارات، ناهيك عن درجات الحرارة المرتفعة التي قد تتسبب في تسريع فساد هذه المنتجات، وبالتالي تشكيل خطر حقيقي على صحة المستهلك.

ورغم ما تشكله هذه الظاهرة من تهديد مباشر للسلامة الصحية للساكنة، فإن الجهات المسؤولة لا تزال تلتزم الصمت، ما يزيد من حدة التخوفات لدى المواطنين الذين يطالبون بتدخل فوري وحازم لوقف هذه الممارسات التي تضرب في العمق كل المبادئ الأساسية لحماية المستهلك.

وتساءل عدد من المواطنين، في تصريحات متطابقة، عن دور مكتب حفظ الصحة، ومدى قيامه بمسؤولياته في مراقبة شروط عرض المواد الغذائية، خصوصاً تلك القابلة للتلف السريع كمنتجات البحر، مؤكدين أن هذه الوضعية قد تؤدي إلى ظهور حالات تسمم غذائي، لا سيما في صفوف الأطفال والمسنين.

ويُجمع متتبعون للشأن المحلي على ضرورة التحرك العاجل من طرف السلطات المختصة من أجل فرض احترام شروط النظافة والسلامة الصحية في عرض المواد الغذائية، وتوفير فضاءات بيع مرخصة ومراقبة لتمكين المواطنين من اقتناء الأسماك في ظروف تحفظ سلامتهم وتقيهم من المخاطر الصحية المحتملة.

في انتظار ذلك، تبقى صحة المواطن في مدينة تارودانت مهددة أمام استمرار عرض الأسماك في ظروف عشوائية وغير إنسانية، في مشهد يعكس خللاً واضحاً في آليات المراقبة وتطبيق القانون.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى