المحكمة تحسم في ملتمس الدفاع بخصوص الشاب المتهم في ملف غيثة

هبة بريس

شهدت القاعة الزجرية بابتدائية برشيد، زوال الاثنين، أجواء مشحونة وتبادلًا حادًا في الاتهامات بين هيئة دفاع المتهم من جهة، وهيئة دفاع الضحية وجمعية “ما تقيش ولادي” من جهة أخرى، وذلك خلال مناقشة ملتمس السراح المؤقت في القضية التي هزت الرأي العام والمتعلقة بدهس الطفلة “غيثة” على شاطئ سيدي رحال.

الجلسة افتُتحت بمرافعة الأستاذ الصافي، دفاع الضحية، الذي أوضح أنه يترافع نيابة عن الوصي الشرعي للطفلة القاصر، كاشفًا أن حالتها الصحية “حرجة وغير مستقرة”، إذ خضعت لعملية جراحية أولى وتنتظر أخرى وُصفت بـ”الخطيرة والمستعجلة”. وقدّم للمحكمة صورًا لجمجمتها، مشيرًا إلى أن الجروح لم تلتئم بعد، وأن الطبيب المعالج لم يصدر بعد تقريرًا نهائيًا بسبب المضاعفات المستمرة.

وطالب الدفاع بإجراء خبرة طبية مستعجلة، محذرًا من احتمال حدوث مضاعفات عصبية حادة كالنوبات أو الشلل أو التأخر الذهني، ومستندًا لاجتهادات قضائية سبق أن اعتُمد فيها على معطيات طبية أولية. كما دعا إلى حماية مستقبل الضحية عبر تحركات قضائية فورية.

من جانبه، اعتبر دفاع المتهم أن توصيف القضية بـ”الدهس العمدي” هو تضليل للرأي العام، مؤكدًا أن الأمر لا يعدو أن يكون حادث سير عرضي لا يستوجب هذا التكييف الجنائي، وأن الشاب لم يكن مخمورًا ولا مسرعًا، بل سارع لإسعاف الضحية بعد الحادث.

ورأى الدفاع أن الاعتقال الاحتياطي لموكله يشكل “حكمًا ضمنيًا بالإدانة”، مشددًا على أن المتهم شاب مسؤول، يعيل أسرته ويدير شركة خاصة، وأن سجنه يهدد استقرار عائلته المهني والاجتماعي. كما طالب باسترجاع السيارة المحجوزة، والتي لا تزال تحت نظام التمويل البنكي، مع الالتزام بالمساطر القانونية.

الجلسة لم تخلُ من ملاسنات بين الطرفين، خاصة بعد حديث هيئة دفاع الطفلة عن حقوق القاصرين، ليُرد عليها بالدعوة لاحترام “حقوق الشباب أيضًا”، مع التأكيد على أن بعض المرافعات المدنية تجاوزت حدود الدفاع إلى إصدار أحكام مسبقة، في تجاهل لقرينة البراءة.

وفي ختام الجلسة، شددت هيئة دفاع المتهم على التمسك بطلب السراح المؤقت، مع استعداد الشاب لتقديم ضمانة مالية تفوق إمكانياته، غير أن المحكمة وبعد المداولة، قررت رفض الملتمس، وتأجيل النظر في الملف إلى غاية 23 يوليوز الجاري، بعد ضم باقي الطلبات إلى جوهر القضية.

تجدر الإشارة إلى أن الحادثة المؤلمة وقعت يوم الأحد 15 يونيو 2025، حين كانت الطفلة غيثة، القادمة رفقة أسرتها من إيطاليا لقضاء العطلة الصيفية، تستمتع بشاطئ سيدي رحال، قبل أن تتعرض للدهس من طرف شاب عشريني كان يقود سيارة رباعية الدفع من نوع “توارك”، ويجر خلفه دراجة مائية “جيتسكي”.

الحادث خلف صدمة قوية بين المصطافين، وأثار موجة غضب عارمة وسط دعوات إلى تشديد المراقبة ومنع السيارات والدراجات المائية من ولوج الشواطئ، لضمان سلامة الأطفال والعائلات.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى