
دواء خارج التغطية.. مرضى السرطان بين فواتير الحياة وصمت الحكومة
هبة بريس – عبد اللطيف بركة
في زاوية مظلمة من معاناة لا تُحتمل، يجد آلاف مرضى السرطان أنفسهم اليوم في مواجهة قاسية، ليست فقط مع المرض الخبيث، بل مع واقع إداري صامت يزيد من آلامهم، فهؤلاء المرضى حُرموا من تعويضات حيوية عن أدوية حديثة وضرورية لمحاربة المرض، بسبب عدم تحديث لوائح الأدوية المعوض عنها من طرف الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الصحة وصناديق التأمينات .
ورغم الطفرات العلمية التي يعرفها ميدان علاج السرطان عالميًا، لا تزال لوائح الأدوية المعتمدة من طرف صناديق التأمين الصحي تعكس صورة قديمة لطب لم يعد يُمارس، متجاهلة التطورات المستجدة التي تُحدث الفارق في فرص النجاة وجودة الحياة.
هذا التباطؤ في التحيين لم يكن مجرد إجراء إداري، بل تحول إلى مأساة يومية تُثقل كاهل المرضى وأسرهم. فعدد كبير من المصابين اضطروا إلى الاقتراض لتغطية تكاليف الأدوية غير المشمولة بالتأمين، بينما اضطر آخرون للتخلي عنها بالكامل، مستسلمين لمصير بطيء لا يرحم.
“رفضوا تعويض ثمن دواء وصفه لي طبيبي المختص، قالوا إنه غير مدرج في اللائحة”، بهذه العبارة تلخص مريضة سرطان في الخمسينات من عمرها معاناتها مع أحد صناديق التأمين، بعد أن تَلَقّت ردًا رسميًا يرفض تغطية تكاليف دواء حديث يُعدّ جزءًا أساسيًا من خطة علاجها.
هذه الحالات لم تعد معزولة، بل تتكرر يوميًا، ما يضع الحكومة والوزارة الوصية أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية عاجلة. فالصحة ليست ترفًا، والدواء ليس رفاهية، بل حق أساسي لا يحتمل التأجيل.
المطلوب اليوم ليس فقط تحيين لوائح الأدوية، بل مراجعة شاملة لسياسات التعويض، بما يراعي واقع المرضى وتطورات العلاج، حتى لا يبقى المريض رهينة بين ألم المرض وألم الحسابات البيروقراطية.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X