حي المطار بالناظور بين التهميش والتجاهل.. أزقة راقية بلا تزفيت منذ سنوات

هبة بريس – محمد زريوح

يعيش سكان تجزئة أيلو 35 بحي المطار في الناظور حالة من الاستياء نتيجة الإهمال المستمر الذي طال أزقة المنطقة، حيث ظلت هذه الأزقة بدون تزفيت رغم مرور سنوات طويلة على مشاريع مماثلة في أحياء أخرى بالمدينة.

يُعتبر حي المطار من بين الأحياء الراقية التي تزخر بتجزئات سكنية حديثة ومشاريع عمرانية ضخمة، إلى جانب مرافق عمومية وخدمات متطورة، ما يجعل حالة هذه الأزقة غير المزفتة تثير تساؤلات عن أسباب استثنائها من برنامج التزفيت الذي شمل أغلب شوارع الحي.

في هذا الإطار، وجه عدد من سكان أزقة “كاسيرس” و”بوركوس” و”كاديس” في تجزئة أيلو 35، طلبًا استعطافيًا إلى رئيس جماعة الناظور وعامل الإقليم، مرفوقًا بعريضة تضمنت أكثر من 70 توقيعًا، يطالبون فيه بضرورة التدخل لتزفيت هذه الأزقة وإعادة الأمور إلى نصابها.

وأشار السكان في طلبهم إلى أن هذه الأزقة الثلاث تقع على مقربة من الطريق الوطني رقم 39، لكنها ظلت مهملة بالرغم من التطورات التي عرفها الحي، مثل بناء مسجد محمد السادس ومشاريع صحية وسياحية عدة من مصحات وصيدليات وفنادق ومقاهي من الطراز الرفيع، التي أعطت للحي رونقًا وانتعاشًا متواصلًا.

ويشرح السكان معاناتهم اليومية التي تتفاقم بفعل غياب التزفيت، حيث يتسبب الغبار في إزعاج دائم داخل المنازل والمحلات التجارية، فضلاً عن الأوحال التي تتشكل خلال فصل الأمطار، ما يؤدي إلى صعوبة التنقل وإلحاق أضرار بالغة بالمركبات، وخاصة سيارات الإسعاف التي تضطر إلى المرور عبر هذه الأزقة لخدمة المصحة الموجودة بالمنطقة.

تطالب الساكنة الجماعة الحضرية للناظور باتخاذ خطوات عاجلة لتزفيت هذه الأزقة، معتبرين أن تأخير هذا المشروع يزيد من حجم المعاناة ويعطل حركة السير ويؤثر سلبًا على جودة حياة السكان في واحدة من أرقى مناطق المدينة.

في لقاء مع أحد السكان المتضررين، سفيان الفايدة، عبر الأخير عن استغرابه من إقصاء هذه الأزقة من برنامج التزفيت، خاصة وأن حي المطار يُعد من أغنى الأحياء بالناظور، ويشهد إقبالًا متزايدًا من المستثمرين وأصحاب العقارات الذين يتطلعون إلى رفع مستوى البنية التحتية وتحسين ظروف السكن.

وأضاف الفايدة أن عدداً من التجزئات الواقعة في أحياء نائية ومهمشة في الناظور استفادت من مشاريع تزفيت الطرق، في حين تُحرم أزقة تقع في قلب حي راقٍ ومهم من هذه الخدمة الأساسية، مما يطرح علامات استفهام حول معايير وأولويات الجماعة الحضرية.

كما كشف الفايدة أنه خلال اجتماع مع رئيس جماعة الناظور الحالي، أُبلغ بأن مسؤولية تزفيت هذه الأزقة تقع على عاتق المجلس الجماعي السابق، إلا أنه شدد على ضرورة تدخل جميع الأطراف المعنية لإيجاد حل عاجل لهذا الإشكال الذي يهدد راحة السكان وأمنهم.

ويؤكد السكان أن استمرار الوضع على ما هو عليه لا يضر فقط بهم، بل يعكس صورة سلبية عن حي المطار في ظل التطلعات التنموية التي يراهن عليها الجميع، خصوصًا مع تزايد الاستثمارات العقارية والخدماتية التي تستهدف المنطقة.

ومن جانب آخر، يطالب السكان الجهات المسؤولة بإعطاء أهمية أكبر لاحتياجاتهم وتحويل وعود التزفيت إلى واقع ملموس يريحهم من هذه المعاناة التي تتكرر منذ سنوات دون جدوى، مطالبين بمواكبة المشاريع العمرانية بالتزفيت والصيانة المنتظمة لجميع الطرق والأزقة.

في انتظار استجابة رسمية من طرف الجماعة الحضرية للناظور، يبقى سكان تجزئة أيلو 35 يراقبون الوضع عن كثب، مع أمل كبير في أن تتحول مطالبهم المشروعة إلى خطوات عملية تنهي معاناتهم وتعيد للحي رونقه وجماليته.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى